الجمعة، 30 سبتمبر 2016

كتاب قرأناه لك تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم . إعداد/ د/ أحمد عرفة



كتاب قرأناه لك
تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم
هذا الكتاب للإمام العلامة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي المتوفى سنة 733هـ، طبعة مكتبة ابن عباس بالمنصورة، الطبعة الأولى 1425هـ-2005م، يقع في 317 صفحة.
هذا الكتاب ثروة من ثروات المكتبة الإسلامية في عطائها، والتي تمد المجمتعات الإسلامية بذخائر ما تحويه من علوم وآداب، وهذا السفر قطرة من بحر فيضها، تظهر أهميته من جوانب متعددة:
من الجانب الشرعي، وذلك لما فيه من بيان لبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالطالب والشيخ، وكذا ما يحويه من ذكر لبعض القواعد الشرعية، على ما فيه من تفسير للآي، وشروح، ونكت تتعلق ببعض الأحاديث والآثار.
ومن الجانب الأدبي والتربوي، وذلك لما فيه من آداب، ومناهج تربوية لا تخص الطالب والشيخ فقط، بل إنها تعتبر نواة لمنهج تربوي قائم على أسس شرعية، تدل على أن شريعتنا مع صلاحيتها لكل زمان ومكان مراعية لمقاصد العباد على اختلاف درجاتهم، وأنها حكيمة في أحكامها، لا تقوم على العبث، ويرسم للشيخ الخطى لتدريب نفسه وتلميذه على حسن الأدب، وجميل الخصال، ويرسم للطالب الطريق السويّ لطلب العلم من خلال إرشاده إلى رأس ماله وذلك بتنظيم وقته، وتعاهد محفوظه، والاقتصاد في طلبه.
ومن الجانب التاريخي والاجتماعي، يطلعنا الكتاب على صور من الحياة التعليمية في عصر المؤلف من حيث الحياة في المدارس، وكيفية ترتيب الأوقات والطلبة فيها، وكذا كيفية تعاهد الكتب وترصيصها، وطرق كتابة الكتب وتصحيحها، وكذا تدل على نضج الفكر الاجتماعي في ذلك العصر لما ترى في الكتاب من عجيب مراعاة المصنف لنفسية كل أحد حسب مرتبته العلمية، ومكانته الاجتماعية.
وعن منهج المؤلف في الكتاب تحدث قائلاً:" وجمعت ذلك مما اتفق في المسموعات، أو سمعته من المشايخ السادات، أو مررت به في المطالعات، أو استفدته في المذاكرات، وذكرته محذوف الأسانيد والأدلة؛ كيلا يطول على مطالعه أو يمله، وقد جمعت فيه بحمد الله من تفاريق آداب هذه الأبواب ما لم أره مجموعاً في كتاب، وقدمت على ذلك باباً مختصراً في فضل العلم والعلماء...".
قال في المقدمة:" إن أهم ما يبادر به اللبيب شرخ شبابه، ويدئب نفسه في تحصيله واكتسابه حسن الأدب الذي شهد الشرع والعقل بفضله، واتفقت الآراء والألسنة على شكر أهله وإن أحق الناس بهذه الخصلة الجميلة وأولاهم بحيازة هذه المرتبة الجميلة أهل العلم الذين حلّوا به ذروة المجد والثناء، وأحرزوا به قصبات السبق إلى وراثة الأنبياء، لعلمهم بمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وحسن سير الأئمة الأطهار من أهل بيته وأصحابه وبما كان عليه أئمة علماء السلف، واقتدى بهديهم فيه مشايخ الخلف".
وقد قسم المؤلف الكتاب إلى عدة أبواب:
في الباب الأول تحدث عن فضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكلام السلف الصالح في بيان عظيم شرف العلم وأهله.
ثم انتقل في الباب الثاني للحديث عن أدب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه، وقسمه إلى ثلاثة فصول. في الفصل الأول بيّن آدابه في نفسه، وفي الفصل الثاني بيّن آدابه في درسه، وفي الفصل الثالث بيّن أدبه مع طلبته مطلقاً وفي حلقته.
وفي الباب الثالث تحدث المؤلف عن آداب المتعلم، وقسمه إلى ثلاثة فصول. في الفصل الأول بيّن آدابه في نفسه، وفي الفصل الثاني بيّن آدابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته، وفي الفصل الثالث بيّن آدابه في دروسه وقراءته في الحلقة وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة.
ثم انتقل المؤلف في الباب الرابع للحديث عن الأدب مع الكتب التي هي آلة العلم، وما يتعلق بتصحيحها وضبطها وحملها ووضعها وشرائها وعاريتها ونسخها وغير ذلك.

د/أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
Ahmedarafa11@yahoo.com
نشر بجريدة عقيدتي في العدد الصادر بتاريخ 24/5/2016م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق